- فقهیات بین السنة والشیعة
- مجمع جهانی تقریب مذاهب اسلامی
- عاطف سلام
- سیدهادی خسروشاهی
- فارسی
- چاپ شده
- 7
- نوبت اول
- 1429 هجری قمری 2008 م
فقهیات بین السنة والشیعة
الفهرس
الموضوع
تمهید
مقدمة
1. الجمع بین الصلاتین
2. المسح على الارجل فی الوضوء
نظرة فی أخبار الغسل
نظرة فی احتجاج الجمهور بالاستحسان
ملاحظة هامة
معنى إلى الكعبین
3. المسح على الخفین
4.السجودعلىالارض
حجة الإمامیة
السجود على تربة كربلاء
5. الاذان
6.زواجالمتعة
اجتماع الامة على مشروعیتها
ادلة القائلین بالنسخ
الروایات الدالة على النسخ
رأی الشیعة الإمامیة فی زواج المتعة
الخاتمــة
تمهید:
فی شهر رمضان المبارك من سنة 1422هـ - 2002م – أبان اقامتی فی مصر – ارض الكنانة – وبصفتی رئیساً للبعثة السیاسیة للجمهوریة الاسلامیة، أهدى الى أحد شیوخ الازهر الشریف – من كبار العلماء المحترمین – كتاباً یحمل اسم: «فقهیات بین الشیعة والسنة» یهدف منه الى توضیح الاسس والدلائل الفقهیة لبعض المسائل الفرعیة المختلف حولها، من وجهة نظر الشیعة. مؤلف الكتاب وهو الاستاذ: «عاطف سلام» - احد اخواننا من اهل السنة – قد قام بتألیفه لهذا الكتاب واصدار اثر آخر بعنوان: «الوحدة العقائدیة عند الشیعة والسنة» یبذل جهوده باخلاص وودّ، فی تبیین مجالات وحدة النظر العقائدیة والفقهیة بین المذاهب الاسلامیة الرئیسیة، لیؤكـّد بانّ انفتاح باب الاجتهاد فی الشریعة الاسلامیة انما هو لاثراء الفقه الاسلامی ولتحقیق المصلحة السامیة للمسلمین فی اطار الأسس المشتركة، من جراء تعدد الآراء والاجتهادات فی المسائل الفقهیة... وبذلك ینبغی القول بان آیة مسألة فقهیة یدور الخلاف حولها بین المذاهب الاسلامیة، هی فی الواقع تستند الى دلائل خاصة من الكتاب والسنة واذا ما بحثت وامعن النظر فیها سیزول دون شك ای خلاف وسوء فی الفهم. ولذلك یطرح السید «عاطف سلام» المسائل التی مازالت وللاسف، تكون مصدراً للجدل والنقاش بین بعض اخواننا من اهل السنة ومن جملة هذه المسائل: الجمع بین الصلاتین، المسح على الارجل فی الوضوء، المسح على الخف والجور بین، السجود على التربة، كیفیة الاذان وزواج المتعة أو الزواج الموقت.
ومن خلال دراسته الاستدلالیة لهذه المسائل، یثبت المؤلف المحترم، بان وجهات النظر الفقهیة الشیعیة فی القضایا المذكورة، تستند الى الادلة من القرآن الكریم والسنة المطهرة، وفی الواقع یكون الاختلاف بین الشیعة واهل السنة فی هذه المسائل، مثل الاختلاف بین مذاهب السنة بعضها بعضاً (راجع موسوعة «الفقه على المذاهب الاربعة، طبعة القاهرة») ویعود الى الاجتهاد فی الفهم والتأویل والترجیح لنصوص الكتاب والسنة.
تم نشر كتاب فقهیات بین الشیعة والسنة فی شهر رمضان المبارك لعام 1407هـ فی القاهرة، من جانب «دار الفكر الاسلامی» وقد استطاعت المرحومة السیدة «فوزیة البنا» شقیقة الشهید الامام حسن البنا من خلال تأسیسها لهذه المؤسسة الثقافیة، من نشر عشرات الكتب فی: تفسیر القرآن الكریم والمعارف الدینیة والتاریخ الاسلامی.
و من حسن الصدفة انه قد كتب الاستاذ جمال البنا اخ الشهید الشیخ حسن البنا فی طبعة هذا الكتاب - لعاطف سلام - مقدمة مبسوطة وقد اوضح فیها الهدف الاصلی من تألیف هذا الكتاب ونشره من جانب «مؤسسة فوزیة للثقافة الاسلامیة» واننا ننقل جانباً منه للاطلاع واكمال هذا البحث.
یقول الأستاذ البنا فی تصدیره للكتاب:
«نحن قد نتفق ـ وقد نختلف ـ مع ما اورده المؤلف ولكن تظل هناك دواع قویة اقتضت نشره.
أولى هذه الدواعی ما نحرص علیه ونعمل له من التقریب بین الأمة الإسلامیة التی أراد الله لها أن تكون واحدة: «ان هذه امتكم أمة واحدة وانا ربكم فاعبدون»... وقد كان من أكبر أسباب الفرقة والوحشة بین كتلتی الأمة الكبیرتین السنة والشیعة، وجود سوء فهم نشأ عن جهل كل واحدة بالأخرى وانتشار الشائعات الباطلة نتیجة لهذه الجهالة. وكل جهد یبذل لتبدید سوء الفهم ولتعریف كل جماعة بحقیقة الجماعة الأخرى وإیضاح طریقة فهمها للأمور، وإقامتها للاحكام، هو خطوة على طریق الوحدة، خاصة عندما تتبین السنة أن الشیعة تعتمد على الأصلین العظیمین: الكتاب والسنة وان مدلول الكتاب والسنة عندها، هو مدلولهما عند السنة.
وهذا الكتاب مساهمة فی ذلك وهو یوضح لاهل السنة، ان الشیعة فیما تذهب إلیه من أحكام، إنما تعتمد على القرآن والحدیث وان الاختلاف ما بینها وبین مذاهب السنة، انما یعود إلى الاجتهاد الذی أوجد هذه المذاهب نفسها وجعلها تختلف بعضها عن بعض.
وعندما ننشره فإننا نواصل تلك البدایة التی قام بها الإمام الشهید حسن البنا عندما اشترك فی تأسیس دار التقریب التی كونها الشیخمحمد تقی القمی، احد ائمة الفقه الشیعی بالقاهرة فی الاربعینیات، شأنه فی هذا شأن الشیخ عبدالمجید سلیم الذی أسهم فی الدار أیضاً وقرظ كتاب «مجمع البیان لعلوم القرآن» الذی الفه العلامة فقیه الإسلام أبوعلی الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی وجاء فی تقریظ الشیخ: «هو كتاب جلیل الشأن، غزیر العلم، كثیر الفوائد، حسن الترتیب لا احسبنی مبالغا إذا قلت انه فی مقدمة كتب التفسیر التی تعد مراجع لعلومه وبحوثه»..
وقد أورد المؤلف – عاطف سلام - فی مقدمته، فتوى العالم المجتهد الشیخ محمود شلتوت رحمه الله عن المذهب الجعفری، وانه مذهب یجوز التعبد به شرعا كسائر مذاهب أهل السنة.
وقد یعترض معترض: ماذا تقول فیما تحفل به بعض كتابات الشیعة من غلو فی حب الآل، وتأویل لظاهر القرآن؟ فنقول: ان الشیعة مذهب عریق شرد دعاته شرقا وغربا، وتعرضوا لحرب أرادت استئصاله تماما، فاضطروا إلى سریّة، حالت بین الجمهور والائمة فكانت «الغیبة» أمرا واقعا، وكانت «التقیة» تكنیكا وأسلوبا لازما، ولم یكن مناص فی كثیر من الحالات من الكنایة والرمز واللجوء إلى لحن القول... وسمح هذا بوجود الغلاة والمتشددین. وهی ظروف كان لابد ان تتعرض لها دعوة سلخت الف عام من الملاحقة والاضطهاد...
والمسلك الأمثل الذی یكون علینا أن نسلكه هو ان نتفهم هذه الاوضاع، وان لانحاسب الدعوة والجماعة على سلوك آحاد أو شذوذ افراد، أو ظهور صور من الغلو والتشدد، فهذا أمر معهود فی كلّ الدعوات وقد تنبه إلیه كثیر من كتاّب الشیعة أنفسهم.
والشیعة بعد، یبتهلون الینا بعلی وفاطمة والحسن والحسین وعلی هو فارس الإسلام غیر منازع وهو حبیب الرسول وسنیه وقد نشأ فی بیته ونام على فراشه وهو أول من اسلم وفاطمة هی بنت خدیجة وبضعة محمد. والحسن هو حلیم هذه الأمة والحسین هو شهیدها وأبناؤهم هم عترة الرسول الذین حملوا لواء الاستشهاد آونة والعلم والحكمة آونة أخرى.
والأمر بعد لیس أمر عاطفة فحسب أو واقعة تاریخیة ولكنه أمر مصلحة عظمى قد لا یوجد ما یماثلها، وأی مصلحة أعظم من وحدة المسلمین وان تعود «دار الإسلام» مفتوحة الأبواب، لا تحدها الحدود ولا تقطعها السدود ولا تعزلها الخصومات والقیود.
فی سبیل هذا الأمل العظیم، عمل حسن البنا ومحمود شلتوت وعبد المجید سلیم وغیرهم من الدعاة وائمة المسلمین وتغاضوا عن الخلافات والمزاعم حتى مع افتراض وجودها، لأن الاهم یغلب المهم.
وفی الدعوة الشیعیة بعد صیحة تنظمها وتسیر معها منذ ان ظلموا علیا حقه وسیروا الجیوش لحربه وحقه كالشمس فی رائعة النهار، ثم تتبعوه حتى خضبوا لحیته بدم رأسه وراح شهیدا فی أشرف ساعة من أشرف یوم «17 رمضان» حتى الفترة الراهنة. تلك الصیحة هی الثورة على الظلم والتطلع للعدل والتندید بالطغاة والعالین فی الأرض والمتحكمین فی الناس وما یضعونه من ملك عضوض ونظم كسرویة وقیصریة والانتهاض بالجماهیر المسحوقة المغلوبة على امرها، لتثور وتحطم عنها اصرها والأغلال وتعید مرة أخرى الخلافة الراشدة فكأنها دعوة المظلومین ضد الظالمین وعندما سنحت الفرصة للزیدیة وهی احدى فصائل الشیعة، للحكم فی طبرستان وفی الیمن أعادت مرة أخرى تقالید الخلافة الراشدة، وعندما قامت الثورة الإسلامیة فی إیران فانها أطاحت بأحد طواغیت العهد ثم نطحت طاغوتا آخر حتى زعزعت قوائمه وزلزلت دعائمه.
وهی الیوم نقدم الضحایا فی سبیل إزالته والإطاحة به وترفض وساطات الإبقاء علیه.
فإذا كان الداعی الأول لنشر هذا الكتاب، انه مساهمة فی سبیل وحدة الأمة فإن الداعی الثانی هو إشاعة الحریة. والحریة فی الحقیقة هی حریة الرأی الآخر والطرف المخالف. وأخشى أن أقول اننا فی مجال الفكر الإسلامی نفتقد هذه الحریة بشدة. مع أنها أكسجین الفكر وإكسیر العقل وبدونها لایزدهر رأی ولا ینتعش فكر.
وعلى كل حال، فالكتاب الذی بین یدینا وان انتهى إلى نتائج مختلفة، إلا ان المؤلف یقیمها على الأساس الأصولی التقلیدی. فمؤلفه رجل نصوص، ولن یجد القارئ فیما سیقرأه، الا آیات واحادیثعن الصحابة أو عن أئمة المذاهب السنیة، واضافة المؤلف انه عرضها فأحسن عرضها ثم استخلص منها الأحكام ومن هنا فإن الكتاب وان كان یمثل خطوة على طریق الحریة فیما انتهى إلیه من احكام تختلف عن الأحكام الشائعة، إلا أنه التزم الطریق التقلیدی فی الاستدلال واستنباط الأحكام ولم یحاول ان یستلهم أحكامه من مصادر غیر المصادر التقلیدیة فی الفقه الإسلامی كما وضع منذ عشرة قرون، فاثبت بذلك وجهة نظر الشیعة بأدلّة سنیة وكانت دوره هو، كما ذكر نفسه فی مقدمته دور «داعیة خیر» قام بالتعریف وإزالة سوء الفهم القائم بین اخوین مسلمین، اراد المغرضون ان یترسوا بذور الشقاق والفرقة بینهما بحیث یحول ذلك دون ألتقائهما...».
هذه خلاصة من مقدمة كتبها الأستاذ البنا لطبعة الكتاب فی القاهرة، ونحن إذ نقوم بنشر الكتاب مرة ثانیة ومن طهران، نهدیه، كالمؤلف نفسه: «إلى أهل العلم الأكابر والى الشباب المسلم المثابر.. وعلى كافة الباحثین وطلاب الحقیقة».
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمین
إیران ـ قم: رمضان المبارك 1428هـ
سید هادی خسروشاهی
رئیس مركز البحوث الإسلامیة
سرگذشت تقریب