- بین الشیعة وأهل السنة
- المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية – المعاونية الثقافية
- الدكتور سليمان دنيا
- سیدهادی خسروشاهی
- فارسی
- چاپ شده
- 2
- 7– 024– 167– 964– 978
- چاپ اول
- 1429 هـ.ق 2008 م
بین الشیعة وأهل السنة
الفهرست
۱ـ المقدمه: سید هادی خسروشاهی
۲ـ تقدیم: الشیخ محمد تقی القمی
۳ـ المقدمه: د. سلیمان دنیا
بین الشیعه و اهل السنه
الشیعه و اهل السنه
مسئله الرجعه
مسئله المتعه
سبیل التقریب
مسأله القریب
مسأله الامامه
اهل السنه و کتب الشیعه
واجب الشیعه والسنه ازاء المتطرفین
الغلاه و الملاحده
المقدمة
اهدتنی هذه الرسالة التقریبیة، السیدة الفاضلة، الاخت الكریمة زینب الغزالی، فی زیارتی لها، وفی مكتبتها الخاصة، فی القاهرة وذلك قبل سنة من رحیلها، حین دار الحدیث حول حركة التقریب، حیث اكدت لی بانها كانت منذ زمن بعید، مؤیدة لفكرة التقریب بین المذاهب الإسلامیة وخاصة ان المرشد العام للاخوان المسلمین، الشهید الشیخ حسن البنا، كان من مؤسسی هذه الحركة، بمساعدة وتعاون العلماء الكبار، من السنة والشیعة.
وقد شكرت على الاخت الفاضلة لاهدائها لی هذه الرسالة التقریبیة ، الصادرة فی القاهرة، منذ أكثر من نصف قرن ولم اكن على علم بها ولم اقف على نسخة منها، قبل ان تهدیها لی..
والرسالة من آثار الاستاذ الدكتور سلیمان دنیا من كبار العلماء الازهریین مدرس الفلسفة وعلم الكلام والعقیدة بكلیة اصول الدین وعضو الجمعیة الفلسفیة المصریة وعضو بعثة الجامعة الازهریة فی اروبا... وله آثار وتألیفات قیمة فی شتى المجالات وخاصة فی مجال الفلسفة والكلام منها: الحقیقة فی نظر الغزالی، المعرفة، میزان العمل،([1]) تهافت الفلاسفة للغزالی – تحقیق – وتهافت التهافت - لابن رشد – تحقیق – و: محمد عبده بین الفلاسفة والكلامیین - تحقیق – وهذه الرسالة: «بین السنة وأهل الشیعة»...
وقد قام الشیخ محمد تقی القمی، الامین العام لجماعة التقریب بین المذاهب الإسلامیة – القاهرة، بتقدیم لهذه الرسالة واعلن فیها بان الرجل كان على صلة بدار التقریب، منذ سنین وهو من اهل الفضل والعلم.. وقد «اكبّ هذا العالم المدقق على الدراسة والبحث فی كتب المذاهب الإسلامیة واقتنع بسلامة الفكرة التی ندعو الیها ولمس حاجة المسلمین إلى الاخذ بها، حتى كتب بحثا بیّن به للناس الوفاق والخلاف واعتمد فیه على المنطق السلیم..».
ونحن اذ نقوم بنشر هذه الرسالة القیمة، مع بعض التعلیقات الموضحة للمواضیع المطروحة فیها، ونقدمها إلى جمیع الاخوة، فی كل مكان، نرحب بكل فكرة ورسالة تصلنا من العلماء الافاضل لكل المذاهب الإسلامیة، ومن شتى اقطار العالم العربی والاسلامی، حول الموضوع ذاته، حتى نقوم بالواجب وننشرها، لتعم الفائدة ونكون على صلة فكریة دائمة... وكما اشرنا، ان الاستاذ الدكتور سلیمان دنیا قد قام بتحقیق وتعلیق ودراسة بعض الكتب العقائدیة والفلسفیة والكلامیة، لعلماء كبار قدامى او معاصرین، حیث كان یؤمن بان توضیح العقائد لاصحاب المذاهب الإسلامیة، خطوة مباركة فی سبیل التقریب، لان أصحاب المذاهب، لو درسوا عقائد الآخرین، ومن المصادر الاصلیة والمعتبرة عند علماء المذاهب الإسلامیة، سیرفع كثیرا من الشبهات وستنجلی الحقائق وحقیقة العقائد.. وهذه هی الخطوة الهامة فی سبیل التقریب (كما صرح بهذا فی هذه الرسالة).
وفی هذا الإطار ، قد قام الاستاذ الدكتور سلیمان دنیا بتحقیق شرح العقائد العضدیة للعلامة جلال الدین الدوانی، ونشر «التعلیقات» وطبع الكتاب تحت عنوان : «محمد عبده بین الفلاسفة والكلامیین» واعتبر ان «التعلیقات»، هی من آثار وتألیفات الاستاذ الشیخ محمد عبده، مفتی الدیار المصریة الاسبق.
ولكننا نرى ان الكتاب لیس من تألیفات الشیخ محمد عبده، بل هی ناتج عن فكر استاذه فی الفلسفة والكلام، السید جمال الدین الحسینی– المعروف بالافغانی – حیث كان یلقیها ضمن دروسه الیومیة فی العقائد والكلام، فی زاویة من جامع الازهر الشریف، وقد قام الشیخ محمد عبده، وهو من ابرز تلامیذه المعروفین – بتقریره وتنسیقه، كما كان ذلك دأبه بالنسبة لآثار استاذه الأخرى... وقد بدء الأمر فی القاهرة واستمر فی هذا المجال، حتى فی باریس، حیث كان یقوم به تحریر وصیاغة أفكار السید جمال الدین الحسینی وینشرها فی مجلة «العروة الوثقى» كما صرح بذلك.
وقد یدلنا على هذا الاستنتاج، ما یحتویه هذا الكتاب العقائدی الضخم ونرى ان تاریخ التحریر حسبما جاء فی الكتاب، هو سنة 1292هـ-ق، أی عندما كان السید یقیم فی مصر ویدرس الفلسفة، وكلنا یعرف ان اشیخ محمد عبده فی ذلك التاریخ بالذات، كان لایزال طالبا شابا فی الازهر ومن تلامذة السید الممتازین، ولایعقل ان یقوم طالب فی سن العشرین من عمره، بتألیف كتاب ضخم ومعتمد فی علم الكلام، على هذا المستوى العلمی الرفیع.
ویذكر محمد عبده نفسه – كما ورد فی المجلد الأول من «تاریخ الاستاذ الامام» - بأنه: «تعلم الاشارات وحكمة العین وحكمة الاشراق وعقائد جلال الدین الدوانی عند السید...» وهكذا، فانه یصرح بان علاقته بهذا الكتاب ستكون فی مستوى تلمیذ یتعلم عند السید ولایبدو من المعقول ان تكون هذه التعلیقات العمیقة والهامة، من التلمیذ نفسه.
واللافت للنظر، انه فی بعض الصفحات من الكتاب هوامش على نص «التعلیقات» وبتوقیع: «محمد عبده» وهذا من المستبعد ان یقوم المؤلف نفسه مرة أخرى – وبتوقیعه الخاص – بكتابة هوامش على تعلیقاته!.
والاهم من كل ذلك، انه یقول فی التعلیق رقم 48 لدى البحث حول «الالهام الالهی»: «هذه القضیة تحتاج إلى تفصیل ونحن تناولناه فی رسالتنا حول مسألة الواردات...» ([2]) وكلنا نعلم ان رسالة الواردات هی من السید جمال الدین الحسینی، وقد قام الشیخ محمد عبده بصیاغتها، كما صرح بذلك فی مقدمتها.
ومما یدعو إلى مزید من الیقین، هو استخدام الكلمات والتعابیر: التركیة والفارسیة والهندیة والفرنسیة والانجلیزیة فی صفحات عدیدة من الكتاب، ونحن نعلم بأن الشیخ محمد عبده الشاب، لم یكن یعرف فی تاریخ تألیف الكتاب – 1292هـ - أیا من هذه اللغات، بل ان استاذه جمال الدین الحسینی، هو الذی كان یعرف هذه اللغات.
وعلى سبیل المثال لا الحصر، جاء فی الكتاب: «الوجود، المعبر عنه فی الفارسیة بـ هستی! والعالِم ما یعبر عنه فی الفارسیة بـ دانا والله فی الفرانسویة دیو، وایزد ویزدان فی الفارسیة وخود آینده معناها الوجود بذاته. «خود» بالفارسیة: النفس وآینده اسم فاعل من آمدن، یعنی المجیء...».
والظاهر ان الشیخ محمد عبده(ره)، لم یكن على علم بأن الكتاب سیصدر باسمه فحسب؛ لأن الطبعة الأولى للكتاب صدرت فی عام 1323هـ، أی بعد وفاته، ولو كانت صدرت إبان حیاته؛ فانه ـ وكما هی عادته ـ كان یقوم بواجبه تجاه السید ولم یكن یسمح بنشر الكتاب بدون اسم أستاذه.
ومن المناسب أن نشیر هنا إلى أن تعلیقات السید على «شرح العقائد العضدیة» توقفت فی الرقم 222، وإذا انتبهنا إلى القضایا المطروحة بعد هذا العدد، نجد أنها تتعلق بالقضایا الفلسفیة العمیقة والأبحاث الاعتقادیة المتنوعة والمختلفة، كالمعاد الروحانی وقضیة الصراط والمیزان والخلود فی الجنة أو النار، ثم قضیة العصمة والامامة بعد النبی(ص)... یتضح جلیا لماذا اختتم البحث؟! ای بعد طرح قضیة المعاد الجسمانی، ینهی السید فجأة تعلیقاته بهذه الكلمات:
«.. إلى هنا انتهى بنا سیر الفكر، فوقف القلم، والحمد لله، حیث بالخیر تمم.. وكان ذلك فی اواخر ذی الحجة الحرام، سنة اثنتین وتسعین ومائتین والف من الهجرة المحمدیة، صلى الله وسلم على مفتتح تاریخها وعلى آله واصحابه».
فی الحقیقة، ینبغی القول: ان أستاذ الشیخ – نعنی السید جمال الدین – توقف عن الاستمرار فی البحث تجنبا من الخوض فی قضایا خلافیة، وبالاخص قضیة الخلافة والامامة، وقد نئى عن الدخول فی امور خلافیة رغبة فی عدم التطرق فی مسائل لا فائدة فی نشرها وهو من أصحاب الدعوة إلى الوحدة والتقریب. ([3])
وعلى ایة حال: فالتعلیقات كلها من السید جمال الدین الحسینی والتقریر والصیاغة من الشیخ محمد عبده، - تلمیذه إبان تألیف الكتاب - .. وقد ناقش الموضوع الاخ الاستاذ الدكتور محمد عماره وقام بدراسة معمقة فی اثبات ان اصل التعلیقات هی من آثار السید ومن تقریر الشیخ.. (وقد نشرنا ما كتبه الاستاذ عماره فی مقدمة التعلیقات الصادرة من مكتبة الشروق الدولیة – القاهرة – 1424هـ) وكذلك صدیقی العزیز، الاستاذ الدكتور محمد ابراهیم الفیومی قد نشر دراسة مفصلة حول الموضوع واثبات نظراتنا، فی مجلة «الفلسفة والعصر»، الفصلیة، العدد الثالث... سنة 2005م الصادرة من المجلس الاعلى للثقافة – القاهرة ونحن لانرید الخوض فی التفاصیل، فی هذه المقدمة ومن یرید التفصیل فله الرجوع إلى المصادر المذكورة..
* * *
وبعد هذه المقدمة المختصرة، والاشارة إلى بعض آثار الاستاذ الدكتور سلیمان دنیا، نقدم لكم بحثه القیم ورسالته المفیدة حول الشیعة والسنة وطرق التقریب وضرورة التعارف واهمیة الاهتمام بالوحدة الإسلامیة فی العالم المعاصر والذی یسیطر على ثرواته واعلامه اعداء المسلمین، من الصلیبین الحاقدین والصهاینة المجرمین وأذنابهم المرتزقة، داخل البلاد الإسلامیة والعربیة.
والله من وراء القصد.
سید هادی خسروشاهی
رئیس مركز البحوث الإسلامیة
قم: إیران ربیع الأول 1429هـ
([1]) والكتاب دراسة حول المسیر الفكری للغزالی، حیث دخل عالم الایمان والیقین بعد الشك والتردید! وطبع الكتاب فی سنة 1965م ضمن مجموعة «ذخائر العرب» - دار المعارف – القاهرة.. وترجمة إلى اللغة الفارسیة الصدیق المرحوم علی اكبر كسمائی وطبع فی طهران، سنة 1997 – مؤسسة سروش.
([2]) الواردات فی سر التجلیات، رسالة فلسفیة معمقة. وقد نشرناها فی مجموعة الآثار الكاملة للسید..
([3]) هذا ما أشرت الیه فی مقدمة كتاب: «التعلیقات على شرح العقائد العضدیة» والذی طبع فی القاهرة ضمن مجموعة «الآثار الكاملة للسید جمال الدین الحسینی» بتاریخ رمضان المبارك 1422هـ - .