- قصة التقریب أمة واحدة، ثقافة واحدة
- المجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الاسلامیه – المعاونیه الثقافیه
- محمد تقی قمی سیدهادی خسروشاهی
- عربی
- چاپ شده
- 5- 77- 8889- 964- 978
- چاپ تهران / نوبت اول
- 1428 ه. ق
- 1
قصة التقریب أمة واحدة، ثقافة واحدة
فهرست الموضوعات
مقدمه المرکز
المقدمه: حول التقریب و: الموسس
المقدمه
معنی التقریب
آلیه التقریب
اهمیه التقریب
تاریخ التقریب
حیاه الشیخ القمی و سیرته الذاتیه
ولادته و نشأته
تتلمذه و تحصیله العلمی
نشاطه التقریبی
الشیخ القمی و تأسیس دار التقریب
حرکه التقریب و الفتوی التاریخیه
شاه ایران و الفتوی التاریخیه
مشایخ الازهر و النهضه التقریبیه
من سجایا الشیخ القمی و أخلاقه
۱ـ الانفتاح وسعه الافق
۲ـ الصلابه و الحزم فی المواقف
۳ـ بساطه العیش
۴ـ التعفف
۵ـ الاتزان الفکری
۶ـ الاستقلالیه فی العمل
علاقتی بالعلامه القمی
هذا الکتاب
صور التاریخیه ناطقه
قصه التقریب امه واحده، ثقافه واحده
القسم الاول: مقالاته الهادفه
الباب الاول: الدین و الدنیا علاقه العلم بالایمان
الفصل الاول: الدین فی معترک الحیاه
الفصل الثانی: الدین فی معترک الفضاء
الحقیقه الثابته
الذره و الکون
النظام و الأتمّ
رساله السماء
الفصل الثالث: لیکن شعارنا المدرسه بجانب المسجد
الفصل الرابع: حیاه کلها هجره
الباب الثانی: قصه التقریب، و الولاده و النشأه
الفصل الاول: قصه التقریب
الفصل الثانی: نقط علی الحروف أو مزید من الایضاح (۱) القسم الاول
الفصل الثالث: نقط علی الحروف أو مزید من الایضاح (۲) القسم الثانی
الفصل الرابع: صوت التقریب
الفصل الخامس: الزمن فی جانبنا
الفصل السادس: دور الأزهر الشریف فی التقریب
الفصل السابع: رجال صدقوا
الباب الثالث: ثقافه التقریب آراء و تجارب
الفصل الاول: القافله تسیر
الفصل الثانی: جوله بین الآراء
الفصل الثالث: خلاف نرضاه، و خلاف نأباه
الفصل الرابع: فی سبیل الوحده: هدیه من تجاربنا
الفصل الخامس: رحم الله امرأ عرف قدر نفسه
الفصل السادس: امه واحده و ثقافه واحده
الفصل السابع: وحده المسلمین حول الثقافه الاسلامیه
الفصل الثامن: فرصه سانجه
القسم الثانی: التراث و التقریب، أصاله و تجدید
الفصل الاول: محنه التراث الخالد علی أیدی أهل الجدید
الفصل الثانی: ابن سینا: بین الفرس و العرب
القسم الثالث: مشاریع التقریب للعقل لا للعاطفه
للعقول و لیس للعواطف
القسم الرابع: کتب فی میزان التقریب، انتماء وأصله
الفصل الاول: مقدمه کتاب مجمع البیان لعلوم القرآن
الفصل الثانی: مقدمه کتاب المختصر النافع فی فقه الامامیه
کلمه عن المولف
مصادر الاحکام عند الامامیه
الاول: الکتاب
الثانی: السنه
الثالث: الاجماع
الرابع: العقل أو الدلائل العقلیه
الفصل الثالث: مقدمه کتاب شرح اللمعه الدمشقیه فی فقه الامامیه
القسم الخامس: رسائله الموجهه، اخلاص و وفاء
الفصل الاول: رساله موجهه الی الشیخ محمد متولی الشعراوی وزیر الأوقاف و شوون الأزهر
الفصل الثانی: رساله موجهه الی العالم الاسلامی
القسم السادس: بعض مقابلاته و لقاءاته الصحفیه، ایمان و صلابه
الفصل الاول: لقاوه مع مجله روز الیوسف
الامام المراغی و فکر الشیعه
الفصل الثانی: لقاوه مع صحیفه الأهرام
الفصل الثالث: لقاوه مع صحیفه الأخبار
و کان... ما کان
القضایا.. المعاصره
الباب... المکسور!!
الشباب... و القدوه
الفصل الرابع: لقاوه مع صحیفه الأخبار
الفصل الخامس: لقاوه مع صحیفه الاهرام
ملاحق: فی طریق التقریب
ملحق رقم (۱): وثائق تاریخیه
البیان الاول لجماعه التقریب
مشروع علمی جلیل بین شلتوت و القمی
ملحق رقم (۲): رسائل متبادله و وثاق
رسائل متبادله بین شیخین جلیلین
حول تفسیر مجمع البیان
بین شیخی السنه و الشیعه
ملحق رقم (۳): لقاءات و زیارات أخویه بین علماء الأزهر الشریف و علماء ایران
وفاده و ضیافه
شیخ الأزهر الشریف
یزور الجامعه الاسلامیه فی قم المقدسه
کلمه الاستاذ الکبیر الشیخ محمد جواد مغنیه
کلمه مختصره للدکتور الشریاصی
محاوره ودّیه
جواب فضیله الامام الأکبر
فی المرکز الاسلامی
خطاب الأستاذ الدکتور الشرباصی
الهدف من زیاره الامام الأکبر لجامعه قم المقدسه
وفد من علماءطهران یزور القاهره و مشیحه الأزهر الشریف
ملحق رقم (۴): تقریر عند الندوره الاولی ولی للتقریب بین المذاهل الاسلامیه فی القاهره
تقریر عن: الندوه الاولی للتقریب بین المذاهب الاسلامیه
لقاءات مستمره فی القاهره
ملحق رقم (۵): تقریر عن موتمر تکریم الامامین البروجردی و شلتوت باشتراک علماء الأزهر الشریف و علماء ایران سنه 1421 هـ فی طهران
المقدمه
ساله الأمین العام للمجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الاسلامیه الی السید هادی الخسروشاهی
رساله الأمین العام للمجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الاسلامیه الی شیخ الأزهر الشریف
رساله جوابیه من شیخ الأزهر الی الأمین العام للمجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الاسلامیه
بیان القائد آیه الله السید علی الخامنئی
أکبر وفد من الأزهر الی ایران
ایران... شیء مختلف
التقریب بین المذاهب الاسلامیه... دعوه اصلاحیه
تلبیه الدعوه
التقریب بین المذاهب
وصل ما انقطع
وفد یلیق بمصر الأزهر
نتائج ایجابیه قریبا
الصراحه و الصدق و الحوار العقلانی
لقاء تاریخی و رویه واحده
التوصیات
خلاف السنه و الشیعه مجرد خلاف فی الفرعیات
العلاقات بین مصر و ایران
المولف فی سطور
الفهار
فهرست الأعلام
فهرست الأماکن
فهرست الموضوعات
مقدّمة المركز
من الممكن أن تشهد رجالًا برعوا فی مجال الفكر والكتابة فصاروا مفكّرین وكتّاباً لامعین فی بلدانهم، وآخرین مهروا فی حقول العلم فأضحوا علماء بارزین تتلقّف أخبارهم صحف ومجلّات دولهم، كما أنّ من الممكن أیضاً أن تجد فحولًا لمعوا فی میدان الفقه والشریعة فأصبحوا فقهاء ومتشرّعة، فحظوا بتقدیر واحترام أبناء طائفتهم ... وهكذا على صعید السیاسة والفلسفة والاجتماع والاقتصاد وغیرها من العلوم والمعارف الإنسانیة والتطبیقیة.
لكن أن تجد من یشدّ رحاله إلى بلاد بعیدة، فیبرع فی مضمار الفكر والثقافة والكتابة حتّى صار نجماً متلألئاً فی تلك البلاد، وكتب بلسانٍ غیر لسانه، وخاض فی میدان التعامل مع علماء وفحول فی الفقه وأصول الشریعة من غیر مذهبه وطائفته، فنال حظوةً من احترامهم وتقدیرهم، فهذا ممّا لاینبغی صرف النظر عنه، بل حریّ بنا الوقوف علیه والتأمّل فیه!
فقد یظنّ البعض أنّ من المبالغة القول بأنّ هذا لایحمل من الواقع شیئاً، أو أنّه یعدّ ضرباً من الخیال!
كلّا، لیس من المبالغة فی شی ءٍ إذا قلنا: إنّ ثمة رجالًا قد اجتازوا نظریة «التقوقع» القومی أو الطائفی، وبلغوا الحدود أقصاها، فانطلقوا ببراعة فی عالم الإسلام، حیث الفكر السامی والثقافة الهادفة فكانوا من المبرّزین فیهما، فارتقوامحلّاً رفیعاً فی میدان العلوم المقارنة، فكان أن جسّدوا الخلق المحمدی الرفیع، والثقافة التقریبیة الراشدة.
ولم یكتفوا بذلك، بل حملوا بضاعتهم معهم، وصاروا یجولون الأرض الوسیعة، وینادون المسلمین على اختلاف لغاتهم وثقافاتهم ومذاهبهم الفقهیة والعقائدیة، بحماسة بالغة، من أجل المساهمة فی كلّ مامن شأنه أن یلمّ شمل الأُمّة، ویصون وحدتها، ویحمی كرامتها وشرفها العظیمین. فقطعوا بذلك أشواطاً طویلة فی مضمار «التقریب» وحقّقوا انجازات كبیرة على هذا الصعید، أثاروا الإعجاب والدهشة المفرطة معاً!
أمّا الإعجاب فلكونهم قاموا مالم یستطع غیرهم القیام به، وتمكّنوا ما عجز سواهم عن تحقیقه، فأضحوا قدوةً یحتذی بها العاملون. وأمّا الدهشة فلأنّهم حقّقوا ذلك بزمنٍ قیاسی، وفی ظلّ ظروفٍ سیّئة، وإمكانیات ردیئة، ودعمٍ أقلّ ما یوصف بالسلبی!!
فالمصلح إذا ما أراد أن یقوم بمثل هذا المشاریع «الوطنیة» فی نطاق بلده الصغیر، فإنّه بلا شك یتطلّب منه جهداً مضاعفاً، ودعماً مالیاً هائلًا، ویصحبه وفد عریض من الخبراء فی مجالات مختلفة ... كلّ ذلك من أجل تحقیق صیغة «مصالحة» مشتركة، تشتمل على عدّة نقاط تؤخذ كأساس لمراحل أخرى یأتی دورها فیما بعد.
هذا فی مشروع «مصالحة» وطنیة فی نطاق ضیّق إن صحّ التعبیر، فما بالك لو كان مشروع المصالحة طائفی، وبین طرفین: الشیعة والسنّة اللذین یشكّلان معاً الأغلبیة الساحقة من مجموع المسلمین فی العالم الذی یناهز الملیار نسمة؟
فلا مناص من الإعجاب بانجازات هؤلاء الثلّة المصلحة التی لم تكن تدعمهم جهة حاكمة، ولایقف وراءهم طرف قوی یمكن أن یشكّل سنداً وملجأً لهم، بل ولّوا وجوهم فرادى شطر أطراف الأرض، إلى حیث جموع المسلمین على اختلاف ألوانهم وأطیافهم، لا لشی ء إلّالنشر المحبّة والوداد بینهم، وإحكام وشائج الأُلفةالممدودة خلالهم، وتكریس عوامل الاحترام المتبادل بین أبنائهم ونُخبهم المثقّفة.
ومن هؤلاء الثلّة، بل ومن أبرزها: الإمام الشیخ محمد تقی القمی الذی جازف بحیاته، وقدّم كلّ ما یملكه فی سبیل تحقیق هذا الهدف المتمثّل بإیصال الدعوة المحمدیة المباركة إلى جمیع أقطار المسلمین، وتبلیغ الخُلق العلوی الراشد فیهم، بأن یسلكوا سلوك نبیّهم المصطفى الأمین (ص) وأهل بیته الهادین المهدیّین، وأصحابه الأبرار المنتجبین، الذین جسّدوا الخُلق القرآنی، والمُثُل الرسالیة، فلم یفرّقوا جماعة المسلمین ووحدتهم وتكاتفهم لمصلحة شخصیة طارئة! ولم یمیلوا عن كفّة «الإخاء» و «الأخوة» التی وضعها النبی الأكرم (ص) وثبّت أساسها فیهم، فلم ینحازوا إلى عشائرهم إذا ما رأوهم قد جاروا، ولم ینصروهم إذا ما وجدوهم قد مالوا.
لقد آمن هذا الرجل إیماناً راسخاً بضرورة التمسّك بالوحدة الإسلامیّة ونبذ العصبیة الطائفیة من أجل تحقیق أهداف الإسلام العلیا، والانتصار على أعدائه الذین تكالبوا علیه من جمیع الجهات، وتكاتفوا فی سبیل تضعیفه وانتزاع شوكته وإلى الأبد!
وأثبت ببلیغ العبارة والعمل أنّ تحقیق الوحدة بین المذاهب الإسلامیّة، وتهیئة «المناخ» التقریبی المناسب لها لا یعدّ ضرباً من الخیال أو التوهّم، لأنّ الاختلاف بینها لیس فی مجال الأصول شیئاً، فربّهم واحد، ونبیّهم واحد، وكتابهم واحد؛ وقبلتهم واحدة، وحجّهم واحد ... وهكذا صلاتهم وصیامهم وزكاتهم واحدة أیضاً، ولیس الاختلاف إلّافی بعض الفروع الثانویة، وهو ما لا یمكن أن یشكّل عاملًا «مریعاً» للتفرقة والعداوة، ولا مبرّراً شرعیاً لتفعیل العصبیة والشحناء التی نهى عنها جمیعاً القرآن الكریم، وسنّة النبی الأكرم (ص) وتعالیم أهل بیته الطاهرین (ع)، ووصایا علماء المسلمین الأبرار.
وكان رحمه الله على قناعة تامّة بأنّ اختلاف الإخوة لا یمكن أن یطّرد إذا كان هنالك نخبة مخلصة یُلمس فیها إدراك العالم الحصیف، ونبوغ المجتهد الواعی الذی لایخشى فی اللَّه لومة لائم، ولا یبتغی إلّاالكلمة الحرّة والحقیقة الكاملة.
وهذا إذا ماتمّ بصورة صحیحة فإنّه یمكن أن یؤثّر بشكل فعّال فی الجماهیر الإسلامیّة العریضة؛ نظراً لمكانة العلماء والنُخبة المؤمنة عند عوام المسلمین، وطاعتهم لهم، ممّا یزید من تفعیل حركة الشارع الإسلامی فی الساحة الدولیة باتجاه تصعید الوجود الإسلامی وحمایته من كلّ تعرّض یقوم به أعداؤه الحاقدون.
إنّ الإخلاص والأصالة والخُلق الكریم الذی تحلّى بها جمیعاً شیخ المصلحین الإمام القمی رحمه الله هی التی دعت علماء المذاهب الفقهیة، وأساتذة الجامعات، والوجوه الاجتماعیة والسیاسیة المصریة- إبّان توافده على مصر- إلى احترامه، وإبداء الإعجاب به، والإطراء علیه فی صورةٍ أقرب ما تكون إلى المبالغة.
وحسبك الألقاب التی كانت تطلقه علیه الصحف والمجلّات المصریة، والعناوین التی كانت تحملها المنشورات التی صدرت ضمن لقاءاته الصحفیة، وكیل المدح والثناء الذی كان یكیله له أصحاب القلم والمثقفون من العرب المسلمین وغیرهم، فی خطبهم وكلماتهم من على المنابر.
إنّ من یقرأ مقالات هذا المصلح الكبیر، وكلماته التی ألقاها ونشرتها الصحف آنذاك، یقف على سلامة ذهنه، ومتانة أُسلوبه، وقوة طرحه الذی لا یزید المخاطب إلّا اقتناعاً.
ولعلّ أروع ما یستوقف النظر فی شخصیة هذا الرجل- بالإضافة إلى شجاعته وحماسه البالغین- شیئان:
الأوّل: أدب الاعتراض الذی تحلّى به، والذی كان یقوم على الحوار والنقاش العلمیَّین، بعیداً كلّ البُعد عن الحساسیات المفرطة، والعواطف الشخصیة أو الطائفیة الجیّاشة. فلم یتوسّل إلى الوسائل الأخرى التی تحمل طابع الردّ بالمثل، أو الخشونة، أو اعتماد القوة كأسلوب للتعامل مع معارضیه ومخالفیه، رغم تمتّعه بعلاقات وثیقة مع جهات حكومیة أو أطراف دبلوماسیة غربیة.
والثانی: التزامه بالمصلحة الإسلامیّة العُلیا. ففرض على نفسه سلوكاً من شأنها تعزیز مكانة الدین الإسلامی فی نفوس الناس ولو كانت على حساب مصلحته الشخصیة.
لقد جسّد هذا الرجل بسلوكه وسیرته الأبعاد الحقیقیة للتعالیم الإسلامیّة، والمُثل القرآنیة، والأخلاق المحمدیة الكریمة. وهو بذلك سعى إلى تثبیت الخُطوات الأُولى للحركة التقریبیة، وتأسیس الوحدة بین أطیاف المسلمین التی كان رحمه الله من أبرز وأشدّ دعاتها. وبذلك فإنّ الحشد الهائل من المواقف التی سجّلها فی التاریخ، ومجموع السیرة التی حفظها عنه الناس، یعدّان امتداداً لأخلاق وسلوك أهل بیت النبوة علیهم السلام والصحابة الأبرار منهم والمنتجبین.
ومن هنا فقد اكتسبت مواقفه بُعداً ربّانیاً سامیاً فی هذه الأُمّة، الأمر الذی جعل الأنظار تتوجّه إلیه، والاهتمامات ترتكز نحوه.
فلا عجب إذاً أن نرى هذا الكتاب الذی بین أیدینا، وهو یتعرّض إلى جانبٍ من الجوانب المشرقة التی تشتمل علیها هذه الشخصیة الفذّة، وهو الجانب التقریبی:
فكراً وثقافةً ودعوة. وهو من إعداد وتألیف حجّة الإسلام والمسلمین سید هادی الخسروشاهی [1] الذی أراد من عمله هذا شیئین فیما یبدو:
الأوّل: نشر الثقافة التاریخیة من خلال التعریف بأبرز علمائنا ودعاتنا ومصلحیناالمعاصرین لغرض الاقتداء بهم، واعتبارهم أُسوة حسنة للأمة، خاصةً وهی تمّر فی ظروف أقرب ما تكون متردّیة.
الثانی: تجذیر الوعی التقریبی بین أبنائنا وشبابنا الذین تغمرهم الحماسة وهو یتوقون انتصار الإسلام على جحافل المعتدین، من الاستعمار والصهیونیة العالمیة.
وهذا ما دعا مركز التحقیقات والدراسات العلمیة التابع للمجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الإسلامیّة إلى تقدیم ما یلزم من المساعدة من أجل طبع ونشر هذا الطرح الشیّق والهادف بأجمل حلّة، وإخراجه بهذه الصورة القشیبة، لیصطفّ كغیره ضمن المشاریع والنشاطات العلمیة والثقافیة التی یقوم بها هذا المركز من أجل تعزیز الوحدة بین المذاهب الإسلامیّة، وتكریس المودّة والمحبّة والاحترام بین نُخب المسلمین، ونشر ثقافة التقریب بین الأوساط الثقافیة، والمحافل الفكریة، لتوحید صفوفها ورصّها أمام الهجمات الثقافیة والحضاریة التی تتعرّض لها أمتنا الكبیرة.
وفی الوقت الذی نثمّن مساعی السید المؤلّف ونقدّر جهوده الحثیثة التی بذلها من أجل إخراج هذا الطرح الجامع، نشكر الإخوة الذین لم یبخلوا بما عندهم من تقدیم المساعدة والتعاون مع المؤلّف وقسم التاریخ وتراجم الرجال التابع للمركز، وخاصة الأستاذ علی الخزعلی حیث بذل جهداً مشكوراً فی صیاغة المقدمة.
فجزاهم اللَّه خیر الجزاء، ووفّقهم لأعمالٍ وأُطروحاتٍ أخرى إن شاء اللَّه تعالى .
أحمد المبلّغی
مسؤول مركز التحقیقات والدراسات العلمیة
التابع للمجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الإسلامیّة
المقدّمة حول التقریب و: المؤسّس
سید هادی الخسروشاهی
[1] . وقد قام السید الأستاذ بإعداد هذا الكتاب فی القاهرة، فی سنة 1424 ه، حین كان یقیم فی مصر كرئیس للبعثة الدبلوماسیة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فی القاهرة. كما قام بإعداد ونشر كتب أخرى ، منها: الآثار الكاملة للسید جمال الدین الحسینی الأفغانی، وتقع فی 9 أجزاء، طُبعت فی ستة مجلّدات، فی 3500 صفحة، وقد قامت بنشرها فی القاهرة مكتبة الشروق الدولیة. ومنها: كتاب« أهل البیت فی مصر» والذی نُشر مرّتین فی القاهرة، ونُشر للمرّة الثالثة عن المجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الإسلامیة، عبر مركز العلمی بقم، وهی طبعة محقّقة ومزیدة ومنقّحة. وهذا إن دلّ على شی ءٍ فإنّما یدلّ على أنّ الاشتغال بالأمور السیاسیة لایمنع الناشطین والعاملین فی سبیل الإسلام، عن قیامهم بالعمل الثقافی الجادّ والهادف ..